في ظلمة الليل كنت أراقب ضوء النجم الخافت .. كان الليل قد نشر سواده في كل مكان ..وكان الجميع في نوم عميق ..
نسائم السحر بدأت تنبعث تقاوم سكون الليل .. كنت مستلقيًا أراقب نجوم السماء ..
انبعث إليّ ضوء بعيد .. نظرت فإذا به نجم حارق ..
تتردد إلى سمعي أصوات من تلاعب الريح بأمتعتنا القليلة .. رفعت جسمي المستلقي وجلست أتلفت في المكان .. كان الجميع نائمًا ..
استويت قائمًا .. كنت أحب أن أكون شجاعًا وجريئًا .. لبست حذائي وارتديت جبتي .. وانطلقت بين النيام بحركات خفيفة ..
ابتعدت قليلًا عن مقر المعسكر .. لفت نظري نور شديد في جهة الشرق .. نظرت في ساعتي فإذا الليل قد انتصف .. عرفت أنه ليس ضوء الفجر ..
رغبت في التعرف على ذلك الضوء الغريب .. وبعد تفكير قليل .. توجهت لذلك المكان ..
ازداد الضوء .. وبدأت ألمح حركة غريبة .. اقتربت من شجرة كبيرة .. التفتَ أحدهم إليّ .. أسرعت واستلقيت على الأرض ..
مرت علي دقائق كانت الأنوار تتجه نحوي .. وبعد أن عاد الهدوء للمكان .. رفعت رأسي قليلًا ..
نظرت بين الحشائش والزرع فرأيت عددًا من الرجال متحلقين حول ضوء دافئ .. دققت النظر فإذا بي جالس في وسطهم !! .. دهشت .. أصابني دوار عظيم .. تعرفت على الوجوه فإذا أنا منهم …
تلمست جسدي وكدت أفقد ذاكرتي .. صرخت بصوت عالٍ شقّق ظلمة الليل ..
انطلقت هاربًا تجاه معسكري .. تقدمت نحو فراشي ..
رفعت الغطاء .. وجدت أنني مستلقٍ تحت الغطاء أراقب نجوم الليل ..
عرفت أنني لست هذا ولا ذاك .. عندها تسائلت .. من أكون ؟! ..
عرفت أن من ترك لذة السكون .. وراحة السكون .. وغره ضوء بعيد .. فإنه وإن عاد فسينكره فراش النعيم .. وغطاء النعيم ..
المصدر: موقع الدكتور فهد مبارك الوهبي